للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ابن الذي دان له المشرقان ... وألبس (١) الأمن به المغربان

إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

وبدلتني بالشطاط انحنا ... وكنت كالصعدة تحت السنان

وقاربت مني خطى لم تكن ... مقاربات وثنت من عنان

فأنشأت بيني وبين الورى ... عنانة من غير نسج العنان

ولم تدع في لمستمتع ... إلا لساني وبحبسي اللسان

أدعو بالله وأثني على ... صنع الأمير المعصبي الهجان

وهمت بالأوطان وجداً بها ... لا بالغواني أين مني الغوان؟

فقرباني بأبي أنتما ... من وطني قبل اصفرار البنان

وقبل منعاي إلى نسوة ... أوطانها حران والرقتان (٢)

سقى قصور الشاذياخ الحيا ... من بعد عهدي وقصور الميان

فكم وكم من دعوة لي بها ... أن تتخطاها صروف الزمان وكر راجعاً إلى أهله فلم يصل إليهم، ومات في حدود العشرين ومائتين.

ومن شعر عوف بن محلم رحمه الله تعالى (٣) :

وكنت إذا صحبت رجال قوم ... صحبتهم ونيتي الوفاء

فأحسن حين يحسن محسنهم ... وأجتنب الإساءة إن أساءوا

وأنظر ما يسرهم بعين ... عليها من عيونهم غطاء وقال:

وصغيرة علقتها ... كانت من الفتن الكبار

بلهاء لم تعرف لغر ... تها يميناً من يسار

كالبدر إلا أنها ... تبقى على ضوء النهار


(١) في المطبوعة: وأكثر؛ والتصويب عن الطبقات.
(٢) الطبقات: فالقرمتان.
(٣) انظر الطبقات: ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>