للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبسم فاستبكى ببارق ثغره ... سحائب جفن ما أحلت بعارض

مليح أصبناه بعين ونظرة ... فمن أجل هذا قد أصيب بعارض وقال أيضاً:

بي فرط ميل إلى الغزلان والغزل ... فكيف لا يقصر العذال عن عذلي

مالوا علي ولاموا في الهوى عبثاً ... من لم يمل سمعه مذ كان للملل

أضحى الغرام غريمي في هوى رشإ ... يغنيه عن كحله ما فيه من كحل

فالبدر من حسنه قد راح ذا كلف ... والورد من خده قد راح في خجل

تشاغل الناس في الأسمار بي وبه ... وإنني عن حديث الناس في شغل وقال أيضاً في مليح اسمه سالم:

وأهيف تهفو نحو بانة قده ... قلوب تبث الشجو فهي حمائم

عجبت له إذ دام توريد خده ... وما الورد في حال على الغصن دائم

وأعجب من ذا أن حية شعره ... تجول على أعطافه وهو سالم ومن شعره قصيدة بديعة البيت معناها (١) وهي:

ما ملت عنك لجفوة وملال ... يوماً، ولا خطر السلو ببالي

يا مانحاً جسمي السقام ومانعاً ... طرفي المنام وتاركي كالآل

عمن أخذت جواز (٢) نعي ريقك ال؟ ... معسول يا ذا المعطف العسال

عن شعرك الفحام أم عن ثغرك ال؟ ... نظام أم عن طرفك الغزالي

فأجابني: أنا مالك أهل الهوى ... والحسن أضحى شافعي وجمالي

وشقائق النعمان أضحى نابتاً ... في وجنتي وحماه رشق نبالي

والصبر أجمل للمحب إذا ابتلي ... في الحب من محن الهوى بسؤال

وعلى أساري " الحب " (٣) في سجن الهوى ... بين الملاح عرفت بالقفال


(١) الوافي: والناس ينسبون إلى محيي الدين ابن عبد الظاهر.
(٢) ص: جوار.
(٣) زيادة من الوافي.

<<  <  ج: ص:  >  >>