للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٦ - (١)

[الحطيئة الشاعر]

جرول بن أوس بن مالك، الحطيئة الشاعر؛ لقب بالحطيئة لقربه من الأرض، فإنه كان قصيراً. وهو من فحول الشعراء وفصحائهم، وكان ذا شر، ونسبه متدافع بين القبائل كان ينتمي إلى كل واحدة منها إذا غضب على الأخرى، وهو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وأسلم ثم ارتد وقال:

أطعنا رسول الله إذ كان بيننا ... فيا لعباد الله ما لأبي بكر

أيورثها بكرٌ إذا مات بعده ... وتلك لعمر الله قاصمة الظهر وقال يهجو أمه:

تنحّي فاجلسي عني بعيدا ... أراح الله منك العالمينا

أغربالاً إذا استودعت سراً ... وكانونا على المتحدّثينا

حياتك ما علمت حياة سوءٍ ... وموتك قد يسرّ الصالحينا والتمس يوماً إنساناً يهجوه فلم يجد، فضاق عليه ذلك فقال:

أبت شفتاي اليوم إلاّ تكلما ... بشرٍّ فما أردي لمن أنا قائله وجعل يدور هذا البيت في حلقه ولا يرى إنساناً، فاطلع في حوض ماء فرأى وجهه فيه فقال:

أرى لي وجهاً قبّح الله خلقه ... فقبّح من وجهٍ وقبح حامله


(١) الأغاني ١: ٤١، ١٦: ٣٨ والوافي والخزانة ١: ٤٠٨ والعيني ١: ٤٧٣ والإصابة ٢: ٦٣ وطبقات ابن سلام: ٩٣ والشعر والشعراء: ٢٣٨، وقد نشر ديوانه بتحقيق الأستاذ نعمان أمين طه (القاهرة: ١٠٥٨) ، وقد استوفت المطبوعة معظم هذه الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>