للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أذكرتني أمر داود وكنت فتىً ... مصرّف القلب في الأهواء والفكر

أعندك الشمس تزهى في مطالعها ... وأنت مشتغل الأفكار بالقمر

إن أنت لم تترك السير الحثيث إلى ... جآذر الروم أعنقنا إلى الخزر

وربّ أمنع منه جانباً وحمىً ... أمسى وتكته مني على خطر

جردت فيه جيوش العزم فانكشفت ... عنه غياهبها عن نيكة هدر

أنت المقيم فما تغدو رواحله ... وأيره أبداً منه على سفر وقيل لأبي تمام (١) : غلامك أطوع للحسن ابن وهب من غلامه لك، قال: أجل؛ لأن يعطي غلامي مالاً، وأنا أعطي غلامه قيلاً وقالاً.

وكان (٢) قد وقف ابن الزيات على ما يجري بينهما، فاتفق أن عزم غلام أبي تمام على الاحتجام، فكتب إلى الحسن بن وهب يعلمه بذلك ويستهديه مطبوخاً، فوجه إليه بمائة دن مطبوخ ومائة دينار، وكتب إليه:

ليت شعري يا أملح الناس عندي ... هل تداويت بالحجامة بعدي

دفع الله عنك لي كلّ سوء ... باكرٍ رائحٍ وأن خنت عهدي

قد كتمت الهوى بأبلغ جهدي ... فبدا منه غير ما كنت أبدي

وخلعت العذار إذ علم النّا ... س بأني إياك أصفي بودي

فليقولوا بما أحبوا إذا كن ... ت وصولاً ولم ترعني بصد واتفق أنه وضع الرقعة تحت مصلاه، وبلغ محمد بن الزيات خبرها، فوجه إلى الحسن من شغله بالحديث، وأمر من جاءه بتلك الورقة ففكها وقرأها، وكتب فيها على لسان أبي تمام الطائي:

ليت شعري عن ليت شعرك هذا ... أبهزلٍ تقوله أم بجدّ


(١) أخبار أبي تمام: ١٩٦.
(٢) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>