للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل موسم عشية عرفة مائة نسمة، وبلغ عطاؤه في الموسم على قريش والأنصار خمسة آلاف ألف درهم، رحمه الله تعالى.

١٧٨ - (١)

[معين الدين البرواناه]

سليمان بن علي، الصاحب معين الدين، البرواناه؛ كان أبوه مهذب الدين علي بن محمد أعجمياً سكن الروم، وكان يقرأ القرآن، فتوصل حتى صار يقرأ أولاد مستوفي الروم. ثم ناب عنه، ثم ولي موضعه في أيام السلطان علاء الدين، وظهرت كفايته فاستوزره، ثم وزر لولده غياث الدين إلى أن مات سنة اثنتين وأربعين، فعظم أمره إلى أن استولى على ممالك الروم، وصانع التتار، وعمرت البلاد به، وكاتب الملك الظاهر، ثم نقم عليه أبغا، ونسبه إلى أنه هو الذي جسر الظاهر على بلاد الروم، وحصل ما وقع من قبل أعيان المغل، فبكت الحواتين وشقت الثياب بين يدي أبغا، وقالوا: البرواناه هو الذي قتل رجالنا ولا بد من قتله، فقتله.

وكان من دهاة العالم وشجعانهم، له إقدام على الأهوال، وخبرة بجمع الأموال، قطعت اربعته وهو حي وألقي في مرجل وسلق وأكل المغل لحمه من غيظهم، وقتلوا معه من الروم خلائق، وذلك سنة ست وأربعين وستمائة، رحمه الله تعالى.


(١) السلوك ١: ٦٢١ - ٦٤٧ والشذرات ٥: ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>