للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أأنت صيدت غيري صيد طائرة ... أوسعتها الحب حتى ضمها القفص

حسبتني فرصةً أخرى ظفرت بها ... هيهات ما كل حين تمكن الفرص

لك الموائد للقصاد مترعة ... تروي وتشبع لكن بعدها الغصص (١) ومن شنيع ما روي عنه: أن غلاماً دون البلوغ دخل عليه بغير استئذان فقطع رأسه، فسمع جارية تقول: والله القبر أحسن من سكنى هذا القصر، فقال: والله لأبلغنك ما طلبتيه، وأمر بها فدفنت حية.

وتعجب الناس من وزيره ابن زيدون كيف انفرد بالسلامة منه، فقال: كنت كمن يمسك بأذني الأسد يتقي سطوته، تركه أو مسكه، وفيه يقول عند موته:

لقد سرنا أن الجحيم موكل ... بطاغيةٍ قد حم منه حمام

تجانب صوب المزن عن ذلك الصدى ... ومر عليه الغيث وهو جهام وللمعتضد شعر (٢) مدون فمنه:

كأنما ياسميننا (٣) الغض ... كواكب في السماء تنقض

والطرق الحمر في جوانبه ... كخد عذراء مسه عض ومنه:

اشرب على وجه الصباح ... وانظر إلى نور الأقاحي

واعلم بأنك جاهل ... إن لم تقل بالإصطباح

والدهر شيء بارد ... إن لم تسخنه براح ومنه:

شربنا وجفن الليل يغسل كحله ... بماء صباحٍ والنسيم رقيق


(١) ولما وفد ... الغصص: سقط من المطبوعة.
(٢) من هنا حتى آخر الترجمة لم يرد في المطبوعة.
(٣) ص: ياسمينا، والتصويب عن الحلة ٢: ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>