للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٩٦ - (١)

[الطائع لله]

عبد الكريم بن الفضل بن جعفر بن أحمد، أمير المؤمنين الطائع لله ابن المطيع ابن المقتدر ابن المعتضد؛ تولى الخلافة في ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وقبضوا عليه في شعبان سنة إحدى وثمانين، وكانت خلافته سبع عشرة (٢) سنة وتسعة أشهر وستة أيام.

قال أبو علي ابن شاذان: رأيته رجلاً مربوعاً، كبير الأنف أبيض أشقر، وفي أنفه يقول ابن الحجاج:

خليفة في وجهه روشن ... خربشته قد ظلل العسكرا

عهدي به يمشي على دجلة ... وأنفه قد صعد المنبرا وكان الطائع شديد الحيل، في خلقه حدة، خلعه بهاء الدولة ابن عضد الدولة بإشارة الأمراء ومعونتهم وسملوا عينيه، ولما جلس القادر في الخلافة أسكنه معه في زاوية من قصره رقة له، وكان يحسن إليه ويحتمل غلظة كلامه، ويقضي معظم ما يستقضيه من الحوائج، وكلفه يوماً حاجةً لم يقدر عليها واعتذر إليه بأن الديلم غالبون على الأمر، فلما توسط النهار وقدم الطعام أتوه بعدس مطبوخ فلمسه وقال: ما هذا؟ قالوا: عدسية، قال: أمن هذا أكل أمير المؤمنين؟ قالوا: نعم، قال: إذا كان هذا أكله، وجاهه ما رأيناه أول النهار، كان الأولى به أن يقعد


(١) تاريخ بغداد ١١: ٧٩ وتاريخ ابن الأثير ٩: ٧٩ ونكت الهميان: ١٩٦ وتاريخ الخميس ٢: ٣٥٤ وتاريخ الخلفاء: ٤٣٧ والروحي: ٦٣ والفخري: ٢٥٨ وخلاصة الذهب المسبوك: ٢٥٨.
(٢) ص: سبعة عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>