للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وستأتي مناقشة هذه الشروط إن شاء الله تعالى.

قال النووي: "قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً"١.

وحكي إجماع * أهل الحديث وغيرهم على العمل به في الفضائل٢.

قيل لابن المبارك لما روى عن رجل حديثاً- هذا رجل ضعيف فقال:" يحتمل أن يروى عنه هذا القدر أو مثل هذه الأشياء. قلت لعبدة مثل أي شئ كان؟ قال: في أدب، موعظة، في زهد"٣.

وقال ابن معين في موسى بن عبيدة يكتب حديثه في الرقائق٤.

وتقدم نحو هذا عن أحمد وابن مهدي وأبي زكريا العنبري وابن عبد البر٥.

ولما قال ابن حجر الهيتمي بجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، قال: "لأنه إن كان صحيحاً في نفس الأمر فقد أعطى حقه من العمل، وإلا لم يترتب على العمل به مفسدة تحليل ولا تحريم ولا ضياع حق حتى للغير"٦.

وقال في الدر المختار: "فيعمل به في فضائل الأعمال"٧.

وقال محشيه ابن عابدين: "لأجل تحصيل الفضيلة المترتبة على الأعمال"٨.

وقال نور الدين عتر: "ووجه هذا المذهب أن الحديث الضعيف لما كان محتملاً للإِصابة ولم يعارضه شئ، فإن هذا يقوي جانب الإصابة في روايته فيعمل به"٩.


١ الأذكار: ٥.
٢ فتح المغيث: ١/٢٦٧.
٣ راجع الجرح والتعديل ٢/ ٣٠ وشرح علل الترمذي١٠٢.
٤ شرح علل الترمذي ١٠٢.
٥ انظر باب رواية الحديث الضعيف ص٢٢.
٦ قواعد في علوم الحديث ٩٢-٩٣.
٧ قواعد في علوم الحديث ٩٢-٩٣.
٨قواعد في علوم الحديث ٩٢٩٣-.
٩ منهج النقد في علوم الحديث ٢٩١.
* حكاية الإجماع محل نظر إذ أنه لم يقل بعض الأئمة بالعمل به أنظر القول الأول ص٣٢ وانظر رد القول بجواز العمل بالحديث الضعيف ص٣٧.

<<  <   >  >>