للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

موضوعها:

الإيذان بقرب وفاته صلى الله عليه وسلم، وحثه على لزوم التسبيح بحمد الله، واستغفاره.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لما نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وقال: “ إنه قد نعيت إلي نفسي “ فبكت ثم ضحكت، وقالت: أخبرني أنه نعيت إليه نفسه فبكيت، ثم قال: “اصبري فإنك أول أهلي لحاقاً بي” فضحكت”١.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال إنه من علمتم. فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم. فقال: ما تقولون في قول الله عز وجل: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفُتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا. فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، فذلك علامة أجلك {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا أعلم منها إلا ما تقول”٢.


١ أخرجه البيهقي ـ فيما ذكر ابن كثير في (تفسيره) ٨/٥٢٩. وأخرجه أحمد ١/٢١٧، ٣٤٤، ٣٥٦ مختصراً دون ذكر فاطمة، وقال أحمد شاكر في تخريج المسند ١٨٧٣: (إسناده صحيح) . وأخرج ابن أبي حاتم في (تفسيره) ١٠/٣٤٧٢ ـ الأثر ١٩٥٢١ من حديث أم حبيبة رضي الله عنها قصة بكاء فاطمة ... الخ. وانظر (تفسير ابن كثير) ٨/٥٣٢.
٢ أخرجه البخاري في تفسير سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ٤٩٦٩، ٤٩٧٠، والترمذي في التفسير ٣٣٦٢، والطبري في (جامع البيان) ٣٠/٢١٥ ـ ٢١٦

<<  <   >  >>