للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرح الكلمات:

الداعي: السائل ربه حاجته

{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} : أي: يجيبوا ندائي إذا دعوتهم لطاعتي وطاعة رسولي بفعل المأمور وترك المنهي والتقرب إليّ بفعل القرب وترك ما يوجب السخط.

{يَرْشُدُونَ} : بكمال القوتين العلمية والعملية، إذ الرشد: هو العلم بمحاب الله ومساخطه، وفعل المحاب وترك المساخط، ومن لا علم له ولا عمل فهو السفيه الغاوي والضال الهالك.

معنى الآية الكريمة:

ورد أن جماعة من الصحابة سألوا النبي قائلين: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فأنزل الله تعالى قوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ١ الدَّاعِ} الآية، ومعنى المناجاة: المكالمة بخفض الصوت، والمناداة برفع الصوت، وإجابة الله دعوة عبده قبول طلبه وإعطاؤه مطلوبه٢. وما على العباد إلا أن يستجيبوا لربهم بالإيمان به وبطاعته في أمره ونهيه، وبذلك يتم رشدهم ويتأهلون للكمال والإسعاد في الدارين الدنيا والآخرة.

هداية الآية

من هداية الآية:

١- قرب الله تعالى من عباده إذ العوالم كلها في قبضته وتحت سلطانه ولا يبعد عن الله شيء من خلقه إذ ما من كائن إلا والله يراه ويسمعه ويقدر عليه، وهذه حقيقة القرب.

٢- كراهية رفع٣ الصوت بالعبادات إلا ما كان في التلبية والأذان٤ والإقامة.

٣- وجوب الاستجابة لله تعالى بالإيمان وصالح الأعمال.

٤- الرشد في طاعة الله والغي والسفه في معصيته تعالى.


١ دل على فضل الدعاء أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أطلق عليه لفظ العبادة، فقال: "الدعاء هو العبادة" رواه أبو داود، ومما يحرم الإجابة: أكل الحرام، والاستعجال. وأن يقول دعوت فلم يستجب لي، ذلك لحديث مسلم.
٢ على الداعي أن يعزم في دعوته ولا يقل: اللهم أعطني كذا إن شئت، فقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث البخاري: "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن اللهم إن شئت فاعطني فإنه لا مستكره له".
٣ يستحب الإسرار بالدعاء لقوله تعالى: {زكريَّا، إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً} .
٤ من الأوقات التي يرجى فيه استجابة الدعاء: ما بين الأذان والإقامة، والسحر، ووقت الفطر، وحال السفر، والمرض، وفي السجود، ودبر الصلوات، وعند اشتداد الكرب من ظلم وغيره، فقد ورد من الأحاديث والآثار ما يصدق هذا ويؤكده.

<<  <  ج: ص:  >  >>