للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرح الكلمات:

ومن آياته: أي حججه وبراهينه الدالة على قدرته على البعث والجزاء.

واختلاف ألسنتكم: أي لغاتكم من عربية وعجمية والعجمية بينها اختلاف كثير.

وألوانكم: أي من أبيض وأصفر وأحمر وأسود والكل أبناء رجل واحد وامرأة واحدة.

للعالمين: أي للعقلاء على قراءة للعالمين (١) بفتح اللام، ولأولي العلم على قراءة كسر اللام.

وابتغاؤكم من فضله: أي طلبكم الرزق بإحضار أسبابه من زراعة وتجارة وصناعة وعمل.

لقوم يسمعون: أي سماع تدبر وفهم وإدراك لا مجرد سماع الأصوات.

يريكم البرق خوفاً وطمعا: أي إراءته إياكم البرق خوفاً من الصواعق والطوفان وطمعاً في المطر.

أن تقوم السماء والأرض بأمره: أي قيام السماء والأرض على ما هما عليه منذ نشأتهما بقدرته وتدبيره.

دعوة من الأرض: أي دعوة واحدة لا تتكرر وهي نفخة إسرافيل.

إذا أنتم تخرجون: أي من قبوركم أحياء للحساب والجزاء.

معنى الآيات:

ما زال السياق في تقرير عقيدة التوحيد والبعث والجزاء بذكر الأدلة والبراهين العقلية فقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ} أي حججه الدالة على قدرته على البعث والجزاء وعلى وجوب توحيده {خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فخلقُ بمعنى إيجاد السموات والأرض وما فيهما وما بينهما من أكبر الأدلة وأقواها على وجود الله وقدرته وعلمه وحكمته وكلها موجبة لتوحيده ومثبتة لقدرته على البعث والجزاء، مقررة له، وقوله: {وَاخْتِلافُ (٢) أَلْسِنَتِكُمْ} أي


١ - بالفتح قرأ نافع وبالكسر قرأ حفص ولكل منهما متابع على ما قرأ والمعنى واحد إذ لا يكون العالم عالماً بدون عقل فكل عالم عاقل والعاقل يهديه عقله إلى أن يعلم فيعلم أيضا.
٢ - قال القرطبي اللسان في الفم وفيه اختلاف اللغات من العربية والعجمية والتركية والرومية واختلاف الألوان في الصورة من البياض والسواد والحمرة فلا تكاد ترى أحداً إلا وأنت تفرق بينه وبين الآخر وليس هذه الأشياء من فعل النطفة ولا من فعل الأبوين، فلا بد من فاعل فعلم أن الفاعل هو الله تعالى فهذا من أدل دليل على البارئ سبحانه وتعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>