للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرح الكلمات:

إلا قال مترفوها: أي رؤساؤها المنعمون فيها من أهل المال والجاه.

نحن أكثر أموالاً وأولاداً: أي من المؤمنين.

يبسط الرزق لمن يشاء: امتحاناً أيشكر العبد أم يكفر.

ويقدر: أي يضيق ابتلاء أيصبر المرء أم يسخط.

ولكن أكثر الناس لا يعلمون: أي الحكمة في التوسعة على البعض والتضييق على البعض.

تقربكم عندنا زلفى: أي قربى بمعنى تقريباً.

إلا من آمن وعمل صالحاً: أي لكن من آمن وعمل صالحاً هو الذي تقربه تقريباً.

وهم في الغرفات آمنون: أي من المرض والموت وكل مكروه.

والذين سعوا في آياتنا: أي عملوا على إبطال القرآن والإيمان به وتحكيمه.

معاجزين: أي مقدرين عجزنا وأنهم يفوتوننا فلم نعاقبهم.

وما أنفقتم من شيء: أي من مال في الخير.

وهو خير الرازقين: أي المعطين الزرق. أما خلق الرزق فهو لله تعالى وحده.

معنى الآيات:

قوله تعالى: {وما أرسلنا في قرية من نذير} هذا شروع في تسلية الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيان حال من سبق من الأمم وما واجهت به رسلها فقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ} أي مدينة من المدن {مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا (١) } أي أهل المال والثروة المتنعمون بألوان المطاعم والمشارب والملابس والمراكب. قالوا لرسل الله {إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} فردوا بذلك دعوتهم. {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً} فاعتزوا بقوتهم، {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} كذبوا بالبعث والجزاء كما أن كلامهم مشعر بأنهم مغترون بأن ما أعطاهم الله من مال وولد كان لرضاه عنهم وعدم سخطه عليهم. وقوله تعالى {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ (٢) الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} أي قل يا نبينا لأولئك المغترين بأن ما لديهم من مال وولد ناجم عن رضا الله عنهم قل لهم إن ربي جل جلاله يبسط الرزق لمن يشاء امتحاناً له لا لرضى عنه ولا لبغض له، كما أنه يضيق الرزق على من يشاء ابتلاء له لا لبغضه ولا لمحبته، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣) } ومن بينهم مشركو قريش لا يعلمون أن بسط الرزق


١ - المترفون الذين أعطاهم الله الترف وهو النعيم وسعة العيش في الدنيا وفي بناء المترفون للمجهول تعريض وتذكير لهم بالمنعم تعالى علهم يذكرون فيشكرون.
٢ - بسط الرزق تيسيره وتكثيره مأخوذ من بسط الثوب وهو نشره ليتسع لصاحبه وتقدير الرزق معناه إعطاؤه مقدّراً، ويقابله ما يعطى بغير حساب.
٣ - مفعول لا يعلمون محذوف وقد ذكر في التفسير وهو أنهم لا يعلمون الحكمة في بسط الرزق وتضييقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>