للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

" ٥ "

[" ترجمة الشعر الخمري اليوناني إلى العربية]

" نظرة في بيئة الأندلس والقيروان "

قد يقال إن ما ترجمه العرب من أشعار الأمم الأخرى لا يتعدى أقوالا موجزة اختلط فيها الشعر بغير الشعر، وهي تندرج في معظمها في باب الحكم وتشتبه بها حتى ليعز التمييز بينهما، فإذا تجاوزوا ذلك استأثرت باهتمامهم الأمثال والخرافات التمثيلية، فإذا تجاوزوا هذه أيضا وقفوا عند نوع من المنظومات ليس لها من الشعر حظ إلا الوزن، عرفوها عند الهند واليونان، ولعلهم تأثروها فيما نظموه من العلوم، من ذلك كتاب دروثيوس الصيداوي (القرن الأول ب. م.) في الفلك، وهو يتألف من ستة فصول أو كتب، على وزن سداسي (Hexameter) ، وقد ترجمه أو اختصره ثوفيل الرهاوي (- ٧٨٥) (١) وشرحه عمر بن الفرجان (- ٨١٥) (٢) ، ويقول الأستاذ كريمر إنه كان ذا أثر لدى العرب وغيرهم يفوق الأثر الذي تركته الأعمال الشعرية الأخرى المترجمة عن أصل إغريقي (٣) ، ولا بد أنهم عرفوا كتب ديمقراطيس نفسه في الأدوية وأنهما مكتوبة بشعر موزون في اليونانية (٤) وأن ديمقراطيس نفسه قد وصف الدواء المتخذ


(١) ثوفيل Theophilus)) كان رئيس منجمي المهدي العباسي (القفطي: ١٠٩) .
(٢) عمر بن الفرجان أبو خفص الطبري أحد رؤساء التراجمة والمتحققين بعلم حركات النجوم وأحكامها، كان منقطعا إلى يحيى بن خالد بن برمك ثم إلى الفضل بن سهل. وقد ترجم للمأمون كتبا كثيرة وألف كتبا أخرى (القفطي: ٢٤١ - ٢٤٢) .
(٣) كريمر، التعليق: ٥١١ - ٥١٢.
(٤) تحقيق ما للهند: ٦١.

<<  <   >  >>