للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المحاولات النقدية في القرن الثالث]

قد يذهب الدارس إلى القول: إن النقد الأدبي لم يفز من النقاد بكتاب خاص مستقل في هذا القرن، ولكن يجب أن نتحفظ في إطلاق هذا الحكم فنقول: ذلك هو صورة ما وصلنا، إذ يبدو إننا يجب أن نفسح المجال لآثار قد تنفتح عنها باب المستقبل، وفي طليعة ذلك جهد الناشئ الأكبر في النقد.

دور الناشئ الأكبر في النقد

الخليل والناشئ الأكبر أبو العباس عبد الله بن محمد المشهور بابن شرشير كان شاعراً متكلماً نحوياً عروضياً، نقض علل النحويين وأدخل على قواعد العوض شبهاً ومثلها بغير أمثلة الخليل (١) ، ونظم قصيدة طويلة في فنون العلم تبلغ أربعة آلاف بيت ونقض المنطق في كتب كثيرة (٢) ، وقد عاش فترة من حياته في بغداد ثم هاجر إلى مصر وتوفي فيها (سنة ٢٩٣) (٣) . وما كنا نعلم أن له مشاركة في النقد، لولا أن أبا حيان التوحيدي وصفه في كتاب " البصائر والذخائر " بالتفوق في هذا المضمار فقال: " وما أصبت


(١) ابن خلكان ٣: ٩١.
(٢) ابن المرتضى: ٩٢ - ٩٣.
(٣) راجع في ترجمته أيضاً طبقات ابن المعتز: ٤١٧ وتاريخ الخطيب ١٠: ٩٢ وبعض آرائه الكلامية في مقلات الإسلاميين: ١٨٤ - ١٨٥، ٥٠٠ - ٥٠١ والفصل ٤: ١٩٤، وقد نشر الأستاذ فان أس قطعتين من آثاره (بيروت ١٩٧١) .

<<  <   >  >>