للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بين شعر أوس بن حجر وشريح بن أوس "، ويضيف إلى ذلك دليلاً داخلياً، فإذا روى قول الافوه الاودي:

كشهاب القذف يرميكم به ... فارس في كفه للحرب نار قال: " وبعد فمن أين علم الأفوه أن الشهب التي يراها إنما هي قذف ورجم وهو جاهلي، ولم يدع هذا أحد قط إلا المسلمون " (١) .

حدته في الحكم

وتدل التعليقات التي يقيدها الجاحظ حول بعض ما يرويه من الأشعار على أنه كان حاداً أحياناً في نقده، ولكن هذه الحدة نجيء مرات مشفوعة بالسخرية، تلك الميزة التي قل أن نجدها لدى معاصريه من النقاد، وأظن أن الجاحظ لو استرسل مع طبعه الساخر لكان ناقداً انطباعياً، ولكنه آثر في أغلب الأحوال ان يكف من لذعاته، فمن نقداته الساخرة قوله: " وأنا أزعم أن صاحب هذين البيتين لا يقول شعراً أبداً ولولا أن أدخل في (الحكم) بعض الفتك لزعمت أن ابنه لا يقول شعراً أبداً " (٢) .


(١) المصدر نفسه: ٢٨٠ - ٢٨١.
(٢) الحيوان ٣: ١٣١ والبيتان هما:
لا تحسبن الموت موت البلى ... فإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت ولكن ذا ... افظع من ذاك لذل السؤال

<<  <   >  >>