للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأندلس الأخرى، وبين يديه جرت المناظرة بين ابن حزم وأبي الوليد الباجي (١) .

ولا تحدثنا المصادر بشيء ذي بال عن مدى تشجيع الدولة الجمهورية بقرطبة للأدب والعلم وإن كانت قرطبة قد انجبت في هذا العصر ابن زيدون وابن حيان المؤرخ وولادة الشاعرة وأبا الحسن ابن سراج وغيرهم من الأدباء والعلماء. ونسمع أن عبد الرحمن بن فتوح ألف كتابا عنوانه " بستان الملوك " رفعه إلى ابن جهور أيام إمارته بقرطبة (٢) ولكن يبدو أن بلاط قرطبة لم يعد كما كان في عهود الخلفاء الأمويين والحجاب منتجعا للشاعر والأديب ومأوى العلماء والمؤلفين.

وكذلك ليس في المصادر صورة واضحة عن بلاط بني القاسم بالبونت وعن مدى اهتمامهم بالأدباء والعلماء والشعراء، إلا أن ابن حزم اثنى في رسالته في فضل أهل الأندلس على ابي عبد الله محمد بن عبد الله بن قاسم صاحب البونت وذكر انه حضر مجلسه وهو " المجلس الحافل بأصناف الآداب والمشهد الآهل بأنواع العلوم " (٣) .

ولم تزدهر الآداب والعلوم حول بني ذي النون بطليطلة فقد كان إسماعيل شديد البخل، لم يرغب في صنيعة ولا سارع إلى حسنة، فما أعملت إليه مطية، ولا استخراج من يده درهم في حق ولا باطل (٤) وتغيرت الحال فليلا في عهد ابنه المأمون إذ ضم بلاطه جماعة من الغرباء منهم ابن شرف القيرواني وابن خليفة المصري وابو الفضل البغدادي


(١) الحلة: ٩٢.
(٢) الذخيرة ١⁄٢: ٢٧٣.
(٣) النفح ٤: ١٥٤.
(٤) المغرب ٢: ١٢.

<<  <   >  >>