للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كل أمراء الطوائف، إذ لا نسمع عن وجوده إلا في ظل بني عباد، كما نسمع أنه كان لدى المعتضد دار مخصوصة بالشعراء، وانه كان للشعراء يوم مخصوص يدخلون فيه عليه (١) وأكثر الأمراء سخاء في تقدير الجوائز والرسوم المعتمد ابن عباد غير ان اذا قسنا ما كان يعطيه بالأرقام التي تروى عن جوائز الشعر لدى المشارفة وجدناه شيئا قليلا. وفي هذا ما قد يطمئننا إلى صلة الأندلسيين بالواقع، فقد روي انه أعطى عبد المجيد بن وهبون الف مثقال حين بلغه قوله:

قل الوفاء فما تلقاه في أحد ... ولا يمر بمخلوق على بال

وصار عندهم عنقاء مغرية ... أو مثلما حدثوا عن ألف مثقال (٢) وأجازه مرة بثلاثة آلاف درهم عندما سمع قصيدة اللامية (٣) :

محل ألبس الدنيا جمالا ... وأن فضح المقاصر والخلالا ومدحه مرة بقصيدة فيها تسعون بيتا فأجازه بتسعين دينارا فيها دينارا مقروض، فلم يعرف العلة في ذلك إلى أن تأملها، وإذا هو قد خرج من العروض الطويل في بيت إلى العروض الكامل، فعرف حينئذ السبب (٤) .

ولما وصل إليه ابن حمديس وقع له بمائة دينار (٥) وجعل له رسما شهريا


(١) Abbadidarum: ٢: ٢٢٩
(٢) المعجب: ٦٣ - ٦٤.
(٣) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ٢١١.
(٤) معجم السلفي: ١١ (نسخة عارف حكمت) .
(٥) ديوان ابن حمديس: ٢١١.

<<  <   >  >>