للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البياتي على أشعار الآخرين حتى استلبها وأدرجها في شعره (١) . وثار البياتي لهذا النقد وظن أن مجلة الآداب ضالعة في الهجوم على شعره، فرد على ذلك بمقال نشره في جريدة الوادي هاجم فيه الناقد وأصاب بشظايا هجومه الدكتور سهيل إدريس ومجلة الآداب ونثر تهمة العمالة والمأجورية للاستعمار على رءوس خصومه كما ينثر الذهب في أعراس الأغنياء. وقص السياب المقال من الجريدة وأرسله إلى سهيل وكتب إليه يعبر عن أسفه لما قيل في حقه وعن سخطه على مقال البياتي، ويعتذر عن عدم إرسال قصيدة للنشر لأنه هو واخوانه " مشغولون بمكافحة هذه الطغمة من المزيفين المغتربين الذين إذا انهزموا في مجال الفكر وعجزوا عن دحض الحقائق لجأوا إلى السب المبتذل والتهم الباطلة يكيلونها جزافا، دون ضمير يحاسبهم ولا قيمة خلقية أو مبدئية تردعهم " (٢) . وفي هذه الرسالة نفسها يشير إلى كتيب له في المطبعة؟ لعله " المومس العمياء " - ويقول ان طبعه لم ينجز بعد " لأن مدير المطبعة فرد من أفراد هذه العصابة المتآمرة على قيمنا الخيرة وأدبنا المخلص، عصابة البياتي وعبد الملك نوري ورهطهما " (٣) .

وتطور الأمر إلى التفكير في اللجوء إلى حمى العدالة. لماذا لا ترفع قضية على البياتي ينال فيها ما يلجمه عن التهم الباطلة؟ ويقول السياب في رسالة للدكتور إدريس " ستصلك قريبا رسالة من الأخ عدنان الراوي يشرح لك فيها بعض الأمور المتعلقة بإقامة الدعوى على البياتي. وقد قررنا أنا والأخ كاظم إقامة دعوى أخرى على البياتي لأن سكوتنا عنه يعتبر تشجيعا له على استهتاره كما يعبر تخليا عن " الآداب " وعنك، وثق أيها الأخ الكريم أننا لن تتخلى عنك مهما كانت الظروف.


(١) انظر مجلة الآداب، عدد تموز ١٩٥٤.
(٢) رسالة إلى الدكتور سهيل بتاريخ ٣ تموز ١٩٥٤.
(٣) المصدر نفسه.

<<  <   >  >>