للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذ سرعان ما وجد نفسه يعلق في شباك حوار ومنظمة حرية الثقافة؟ لحاجته إلى المال -.

ولو كان ثمة مجال للحديث عن تجاوب التوأمين عند ذكر العلاقة بين الإنسان والمكان لقلنا دون تردد ان السياب أحس بزحف المرض وبشبح الموت يسعى نحوه حين رأى الفناء قد أناح بكلكله فوق جيكور، فقد مان هو ولقرية يرتبطان كالتوأمين بمراحل الولادة والصبا والشباب والأكتهال، وحين رأى السياب نفسه في مرآة القرية التي أحبها ندت عنه صرخة تقول: " جيكور شابت "؛ لقد كان يهدف حين عاد إليها ان يعيش؟ كما عاش الطفل القديم - في " ظل النخل " (١) الذي يمتد فيئه " كأهداب طفل "، ولكن الحيرة تملكته إزاء هذه المسافة التي قطعتها جيكوز في الزمن (٢) :

جيكور ماذا أنمشي نحن في الزمن ... أم أنه الماشي ... ونحن فيه وقوف؟ أين أوله ... وأين آخره؟ هل مر أطوله؟ ... أم مر أقصره الممتد في الشجن ... أن جيكور هذه التي تحيره ليست هي التي يريدها ولذلك طالبها بأن ترد إليه أي تعود كما كانت، بل طالبها بأن تعيده إلى الحياة لأنه يرى نفسه يرى نفسه في مآتها ميتا:

ردي إلي الذي ضيعت من عمري ... أيام لهوي؟. وركضي خلف أفراس ...


(١) المعبد الغريق: ١٠٩.
(٢) المعبد الغريق: ١١٠.

<<  <   >  >>