للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجلالين: ((حكمة افتتاحها بالحمد لأنّ فيها تفصيل النعم الدينية والدنيوية التي احتوت عليها الفاتحة)) (١) ، وقد نظر ابن عاشور إلى الهدف الأول التي اشتملت عليه السورة والذي كان أحد وسائله ما فُصِّل فيها من النعم الدينية والدنيوية إذ قال: ((اشتملت هذه السورة على إثبات تفرد الله تعالى بالإلهية فافتتحت بما يدلّ على أنّه مستحقّ للحمد على ما أبدع من الكائنات الدالّ إبداعها على تفرّده تعالى بالإلهية (٢) .

وأضاف ـ أيضاً ـ قائلاً: ((وافتتاحها بالحمد لله مؤذن بأنَّ صفاتٍ من عظمة الله ستذكر فيها، وإجراء صفات الأفعال على اسم الجلالة من خلقه السموات والأرض وأفضل ما فيها من الملائكة والمرسلين مؤذن بأنّ السورة جاءت لإثبات التوحيد وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وإيذان باستحقاق الله الحمد دون غيره)) (٣) .

مطلب:

في وجه اقتران الحمد بعد اسم الجلالة بقوله تعالى {فاطر السموات والأرض..} الآية.

أثنى الله تعالىعلى ذاته المقدّسة ومدحها بوصفه بأنّه فاطر (٤) السموات


(١) حاشية الصّاوي على الجلالين: ج٣ ص ٣٠٩.
(٢) انظر: التحرير والتنوير ج٢٢ ص ٢٤٧.
(٣) انظر: المرجع السابق ج٢٢ ص ٢٤٨.
(٤) فاطر: فاعل الفَطْر، وهو الخلق والابتداء والاختراع، وفيه معنى التكون سريعاً؛ لأنه مشتق من الفطر وهو الشقّ، وقيل: الفطر: الشقّ عن الشيء بإظهاره للحسن، يقال: فطر ناب الناقة إذا طلع، وفطر دمه إذا أخرجه. ومنه تفطّر الشيء تشقق، وسيف فُطارأي فيه تشقق. والمراد بفاطر السموات والأرض أي مبدعهما من غير مثال يحتذيه ولا قانون ينتحيه. (انظر: تفسير الماوردي ج٣ص ٣٦٨؛ تفسير القرطبي ج١٤ ص٣١٩؛ تفسير أبي السعود ج٧ ص١٤١؛ لسان العرب ج٥ ص٦٥-٦٦؛ التحرير والتنوير ج٢٢ص٢٤٩) .

<<  <   >  >>