للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأمر بعبادة الله وتوحيده، أي بما أنّ الله هو المستحقّ للحمد بأوصافه الكاملة ونعمه الجزيلة فهو الذي ينبغي أن يوحّد ويعبد دون سواه.

لطيفتان:

الأولى: في قوله تعالى {الحمد لله رب العالمين} بعد قوله {لا إله إلا هو} قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: ((وكان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال: لا إله إلا الله؛ أن يُتبع ذلك الحمد لله ربّ العالمين تأوّلاً منهم هذه الآية بأنّها أمر من الله بقيل ذلك)) (١) .

الثانية: إنّ في إظهار اسم الجلالة في موضع الإضمار بقوله {الحمد لله رب العالمين} إشارة إلى أنّ له سبحانه من الصفات العلى ما لاينحصر، فالمسمّى بهذا الاسم جامع لجميع معاني الأسماء الحسنى لذاته (٢) .

وبهاتين اللطيفتين يتم الكلام حول هذا الموضع ولله الحمد والمنة.


(١) تفسير الطبري: ج٢٤ ص ٥٣.
(٢) انظر: نظم الدرر للبقاعي ج٦ ص٥٣٣.

<<  <   >  >>