للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك: ((فكان افتتاح الكلام بالتحميد سنة الكتاب المجيد لكل بليغ مجيد، فلم يزل المسلمون من يومئذ يلقِّبون كل كلام نفيس لم يشتمل في طالعه على الحمد بالأبتر أخذاً من حديث أبي هريرة (١) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أو بالحمد فهو أقطع (٢)) )


(١) هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي (٢١ق –٥٩?) صحابي جليل، أكثر الصحابة حفظاً للحديث ورواية له، نشأ يتيماً ضعيفاً في الجاهلية، وقدم إلى المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فأسلم سنة ٧هـ، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم فروى عنه (٥٣٧٤) حديثاً، نقلها عنه أكثر من ثمانمائة رجل من صحابي وتابعي، ولي إمرة المدينة مدة، واستعمله عمر رضي الله عنه فترة على البحرين، وكان أكثر مقامه بالمدينة وتوفي بها. (انظر: صفة الصفوة ج١ ص٦٨٥-٦٩٤؛ الإصابة في الكنى ج٤ ص ٢٠١-٢٠٨؛ أسد الغابة ج٥ ص٣١٨-٣٢١؛ الأعلام للزركلي ج٣ ص ٣٤) .
(٢) أخرجه ابن ماجه في سننه: كتاب النكاح (٩) باب (١٩) خطبة النكاح، حديث
(١٨٩٤) بهذا اللفظ (أقطع) والمراد أي مقطوع من البركة. وقال السندي في سنده: الحديث قد حسّنه ابن الصلاح والنووي. وأخرجه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه (سنن ابن ماجه. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ج١ ص٦١٠) .ولقد صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم ٢٠٦٥. ورواه أبو داود بلفظ (كل كلام لايبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم) أي منقطع أبتر لا نظام له. والمعنى متقارب لما سبق. قال أبو داود: رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وقال الحافظ المنذري: وأخرجه النسائي مسنداً ومرسلاً. (انظر: سنن أبي داود، إعداد وتعليق: عزت عبيد الدعاس وعادل السيد. ج ٥ كتاب الأدب (٣٥) باب في الخطبة (٢٢) حديث (٤٨٤١) ص ١٧٣، وانظر (مختصر سنن أبي داود للمنذري ج٧ ص١٨٩ حديث (٤٦٧٣) .

<<  <   >  >>