للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هجرة الشعر إلى صقلية - ابن قلاقس الإسكندري]

كل ما تقدم من حديث عن شعر العصر النورماني يشمل عصر رجار على وجه الخصوص، وليس بعده شعر عربي صقلي إلا نقوش على القصور من أثلتها في قصر لغليالم الثاني (١) :

تأمل وقفْ ترَ خير إيوان ... لخير ملوك الأرض غليالم الثاني ولكن إغراء الأدباء والشعراء بالقدوم إلى صقلية وتشجيعهم على ذلك بالمنح والعطايا كان لا يزال دأب الملك النورماني منذ أن سن رجار هذه الطريقة. ولعل هذا هو الذي أثار ابن قلاقس عن مصر وحمله على زيادة صقلية إذ ليس هناك إشارة واضحة إلى الدافع الذي حدا به القيام بتلك الرحلة. وذكر ابن ميسر في تاريخه " أن رجار يحب مديح الشعراء ويجزيهم فذهب إليه جماعة من الشعراء ومدحوه منهم ابن قلاقس، وأمر أن يصنف له تاريخ فصنف له تاريخ كبير " (٢) . وفي هذا النص سهو فإن ابن قلاقس لم يزر رجار وإنما زار صقلية أيام غليالم الثاني، وأما التاريخ الكبير الذي صنف له فربما كان إشارة إلى كتاب الإدريسي وهو في الجغرافية لا في التاريخ. ولسنا ندري هل اتصل ابن قلاقس الإدريسي الثاني أو لم يتصل، فقد كان غليالم حين دخل ابن قلاقس صقلية سنة ٥٦٣هـ؟ لا يزال تحت وصاية أمه. وليس في ديوانه؟ أو ما تبقى منه؟ قصيدة في مدح صاحب صقلية. وينص الصفدي على أنه مدح ملك صقلية الإفرنجي


(١) Amari؛ Le Epigrafi arabiche di sicilia P. ٧٢.
(٢) تاريخ ابن ميسر: ٨٥.

<<  <   >  >>