للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الرابع: في جهود الملك عبد العزيز واهتمامه بالدعامتين الثالثة والرابعة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) :

سبق أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمعناهما العام يتناولان الإسلام كله؛ لأنَّه إمَّا أمر بمعروف أو نهي عن منكر.

أمَّا بالمعنى الخاص لهما على ضوء الآية الكريمة موضوع البحث، فهما بمعنى السياج الواقي والدرع الحامي والمعلم المستمر الذي يتعاهد شجرة الإيمان بالسقيا ويذود عنها عوادي الأيام من البدع وغيرها. وهما سفينة النجاة التي تسير بهذا الشرع إلى أنحاء المعمورة في صورته العملية النقية وتطبيقاته الجلية.

والكلام عن جهود الملك عبد العزيز - رحمه الله - في هذه الدوائر الواسعة من الصعوبة بمكان. ولكن سوف نقتصر على إشارات تضيء، وتنبه المُطَّلِع إلى ما لم يذكر مِمَّا هو في المعنى كالمذكور فنقول:

سبق أنَّ كثيراً من المفسرين جعلوا الآية - موضوع البحث - وهي قوله -تعالى-: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: ٤١] .

أقول: جعلوها متضمنة للغاية الكبرى من وجود الدولة المسلمة، وأنَّ وظيفة الدولة المسلمة تدور حول هذه الدعائم الأربع ومدى تطبيقها على الوالي والرعية.

<<  <   >  >>