للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولو بسواك الشوص كما نهى عن غبيراء السكر (١) يريد سكر الغبيراء. وأنشدنا عمرو (٢) :

فلا زال يسقي ما مفداة حوله ... أهاضيب مستن الصبا ومسيلها يعني ما حول مفداة.

١٨٣ -؟ باب الذم لمخالطة الناس وما يحب من اجتنابهم

قال أبو عبيد: قال أبو زيد: من أمثالهم في هذا: " خلاؤك أقنى ليحائك " أي أنك إذا خلوت في منزلك كان أحرى أن تقنى (٣) الحياء وتسلم من الناس.

ع: وقال أبو زيد: قنا الرجل حياءه يقنوه قنواً إذا أصابه استحياء.

قال أبو عبيد: قال الأصمعي: ومن أمثالهم في نحو هذا: " من يسمع يخل "، يقول: من يسمع أخبار الناس ومعايبهم (٤) يقع في نفسه عليهم المكروه.

ع: قال أبو زيد: قولهم من يسمع يخل هو من خلت الشيء أخاله بمعنى ظننته، يقول: من سمع بشيء ظن وقوعه إن لم يتيقنه، قال: وذلك يكون في الخير والشر.


(١) الغبيراء: السكركة وهو شراب يعمل من الذرة يتخذه الحبش، وهو يسكر وفي الحديث: إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم، وقال ثعلب: تعمل من ثمر اسمه الغبيراء.
(٢) البيت للفرزدق كما في ديوانه: ٦٠٥ وروايته " نحوه " مكان " حوله " ومفداة بنت ثعلبة من دودان بن أسد وهي أم سعد ومالك ابني زيد مناة بن تميم، جدة الفرزدق وجرير.
(٣) ص ف: تقتني.
(٤) ص: ومعانيهم.

<<  <   >  >>