للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخلقتها حتى كان يوما في ساحل البحر فرأى شخصا على صورة عجوز شمطاء شوهاء محدودبة الظهر منحنية الكتف إحدى يديها ملطخة بالدم، والاخرى مختضبة بالحناء وأنيابها كأنياب الفيل وعليها ثياب معصفرة، وقد عطرت نفسها وعليها برقع قد سترت وجهها به فتعجب عيسى من ذلك فقال من أنت قالت أنا الدنيا التي كنت تسأل من الله عز وجل أن تراني فقال عيسى عليه السلام ما الذي حدب ظهرك قالت، كر الايام والليالي فقال ما هذا الثوب المزعفر قالت حتى يغتر بي الاعداء ويقبلوا علي فلو رأوا باطني ما التفتوا إلي فقال، ما هذا البرقع والنقاب قالت حتى لا ترى عيني فلو أن أحدا رأى صورتي لما نظر إلي فقال لم خضبت هذا الكف قالت أخطب زوجا قال ما هذا الكف الملطخ بالدم قالت قتلت البارحة زوجا فقال هل لزوجك المقتول قود قالت لا ولقد قتلت مثله ألفا وما باليت بذلك ولا أبالي وسأقتل هذا ولا أبالي فالويل لمن اغتر بالدنيا ثم الويل له يا هذا الغمر من اغتر بالعمر وقف رسول الله صلّى الله عليه وسلم على مزبلة فقال: هلموا إلى الدنيا وأخذ رقعة قد بليت على تلك المزبلة وعظاما قد نخرت فقال: هذه الدنيا في الخبر ان ابليس كل يوم يبيع الدنيا ويقول، من يشتري من يضره ولا ينفعه ويهمه ولا يسره فقال: بنو الدنيا نحن نشتريها فقال لا

<<  <   >  >>