للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى مستحيلة غير معقولة فقوله إلحاد كقولكم لأنه مخالف للكتاب والسنة وأقوال مائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي ومخالف للمعقول أما الكتاب فقال الله تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ

فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ

فلو لم تكن معرفة الله تعالى ممكنة كان الخطاب محالا فان الشرع لا يخالف قضيات المعقول بقول الآدمي لا ينظر والأعمى لا يبصر والأنبياء بعثوا لدعاء الخلق الى الله وأما المعقول فالصنع لا بد له من صانع والعالم مصنوع فلا بد له من هذا أما نحن نعرفه بتأويل عقولنا فمن اجتاز في برية فرأى قصرا مشيدا وبناء رفيعا فجوز من نفسه انه انفعل بنفسه من غير فاعل لم يكن انسانا بل يكون مجنونا بمارستان فالعالم مع تركبه العجيب لا يكون أقل من بناء جص وهذا ظاهر فان قالوا أردنا به انه لا تعرف كيفيته ولا آنيته. الجواب قلنا يا مخاذيل هذا تلبيس ابليس فكيف تدعون كيفية ولا كيفية له وكيف تنسبون آنية ولا آنية له فوصفه بشيء يستحيل في حقه محال وقوله لا داخل العالم ولا خارجه قلنا هذا السؤال في نفسه محال لأن قائله لا يخلو إما أن يكون مقرا بأن العالم محدث أو منكر فان كان مقرا فلا كلام معه لأنه اذا علم أن تفسير العالم كل موجود سوى الله كيف يستجيز أن يكون القديم ملابسا ومشاكلا للحادث وخارج العالم عدم محض فكيف يقال ذات

<<  <   >  >>