للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالجار حتى ظننت أنه سيورثه وما زال يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه يحرم طلاقهن؛ وفي الخبر أن الجار يتعلق بالجار يوم القيامة ويقول يا رب سله لم أغلق بابه دوني وحرمني رفده، وحرمة الجوار مرعية طوبى لمن حفظها وويل لمن أعرض عنها والجوار ثلاثة جار له ثلاث حقوق وجار له حقان وجار له حق واحد فالجار الذي له ثلاثة حقوق أن يكون حميما قريبا مسلما فله حق الرحم وحق الإسلام وحق الجوار. قال الله سبحانه وتعالى وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى

والجار الذي له حقان أن يكون مسلما جارا، والذي له حق واحد بالجوار هو الكافر واعلم أن العقلاء يتذممون بأذى الجار وما من رجل يصبر على أذى جاره إلا ورثه الله تعالى داره. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

من أذى جاره ورثه الله داره، ذهب الكرام وبقي اللئام كان لعبد الله بن طاهر أمير خراسان جارة عجوز لها ثلاثة بنات فاختل حالها واحتاجت إلى بيع دارها فانتهى الخبر إلى الأمير فدعاها وقال لها: لم تبيعين دارك؟ قالت: يا أمير إن بناتي قد كبرن وأريد أن أزوجهن وما لي شيء، فدعا الدلالة وقال: هؤلاء بناتي زوجيهن وعليّ جهازهن وهيأ لكل واحدة منهن ثلاثة آلاف دينار جهاز العروس. أنشدك الله هل في ملوك زماننا هذا من لم يغصب دار جاره، كف عن عدوانك قليلا واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا

<<  <   >  >>