للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكرامته عليه وأنه بمنزلة صاحب الوحي وأن بقاء الدين ببقائه وأن الله تعالى أحبه وأمره على العالمين فيلقب نفسه حافظ بلاد الله وفي الحقيقة هو مخرب بلاد الله نهّاب للأموال سفاك للدماء محب للاعداء مضيع للدين والدنيا ولا يدري أنه مستدرج يملى ليزداد دائما فكم من عدو منعم عليه والله تعالى أعلم (علاج ذلك) أن يعتقد أن الله تعالى يحاسبه على القليل والكثير والنقير والقطمير ويسأله حقوق رعيته حرفا، حرفا وانه يؤتى به يوم القيامة مغلولة يداه أطلقه عدله أو أوثقه جوره وكل مسؤول عن رعيته فإن عدل وأخذ عن الحق وأنفق في الحق فذاك، والا فهو أول هالك.

فإن لم يؤمن بهذا فليستأنف الايمان ويذكر معه دلائل الايمان وان آمن بهذا الا أنه يقول والله غفور رحيم فتلك أمنية الحمقى إن المنى رأس مال المفاليس، وأيضا فإن الامهال لا يدل على الاهمال فإن الله تعالى أمهل الكافرين في الدنيا ولكنهم في الآخرة أصحاب النار وفرعون كان مستدرجا أربعمائة سنة لم يصدع فيها يوما واحدا وكان كافرا لعينا ممقوتا وان اغتروا بالمال فملك الموت لا يقبل الرشا وعند الموت لا ينفع الفداء وكل من كان ماله أكثر كان موته أشد وحسرته أكثر وكل من كان ماله أكثر كان خصماؤه أكثر أما من يأخذ من حرام وينفق في حرام فعقابه أشد أو يأخذ من

<<  <   >  >>