للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وألف دولة تتعلق بدولة واحدة، ولا يولي أحدا يكون له مع القوم عداوة فيستأصلهم بالعداوة، ولا يجوز أن يكون ناشئا فيهم فتزدريه أعينهم بل يولي أحد رجلين إما محمودا وإما مجهولا حتى يشتهر بتوليتك إياه أو حقيرا مستضعفا فيشتهر في عملك، وقد نهى الملك أن يولي كافرا أو يستكتبه أو يستوزره فإن الله سبحانه نهى عن مخالطتهم وصحبتهم، فقال تعالى وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ

وأعني بالكافر الذمي وأما الحربي فلا تجوز مكالمته. وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: أنا بريء من كل من صادق مع مشرك، ولا يتزيا بأرأسهم يعني لا يستعان بهم في الأمور والمشاورة. وقال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه دلوني على رجل أستعمله إذا كان في القوم وليس أميرهم فكأنه أميرهم وإذا كان أميرهم فكأنه رجل منهم. قالوا هو الربيع بن زياد. وقال الحجاج دلوني على رجل دائم العبوس طويل الجلوس سمين الأمانة أعجف الخيانة لا يحنق في الحق على حده يهون عليه سؤال الأشراف في الشفاعة. وقال اياس ابن معاوية لرجل دلني على قوم من القراء قال القراء رجلان رجل يعمل للآخرة ولا يعمل لك ورجل يعمل للدنيا فما ظنك إذا وليته لا يبقي ولا يذر فعليك بأهل البيوتات الذين يستحيون لأحسابهم. تم الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <   >  >>