للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالله فالنبي لا يأتي بالباطل (الجواب) يقلب عليكم فنقول موسى جاءنا بالحق أم بالباطل لا شك أنه جاء بالحق وجاء عيسى ونسخت شريعته فإذا جاز لعيسى أن ينسخ شريعته جاز لمحمد أن ينسخ شريعة عيسى (جواب آخر) إن قول القائل أن النبي نسخ شريعة موسى هذا قول خراف فإن الناسخ هو الله تعالى وهو عالم بمصالح العباد فتارة يثبت وتارة ينسخ كالطبيب الحاذق يعرف طباع المريض فيعالج كل مريض بدواء يصلحه كذلك ينسخ الله تعالى الشرائع يعلم مصالح العباد في الأزمان والأحكام فيتعبدهم بما شاء، كما شاء قالوا جاء بالحق وأمر بالحق وكتابه حق فما لنا نترك عيسى ونعرض عن شريعته ونتبع محمدا وأنتم تقرون أن عيسى كان حقا وتؤمنون به ونحن لا نؤمن بمحمد والمتفق عليه أولى من المختلف فيه، لأن بالإتفاق تعمر الآفاق وبالموافقة يكون صلاح العباد والبلاد والإختلاف سبب الفساد والفساد حرام وما يكون سبب الفساد يكون حراما (الجواب) يا معشر النصارى ما أنتم إلا حيارى أسارى لا مسلمون ولا نصارى فالأنبياء كلهم جاؤا بالحق وعيسى نبي صادق جاء بالحق، ولكن صاحب الحق هو الله تعالى لأنه مبدع الأعيان وخالق الأنبياء له إرسال الرسل مبشرين ومنذرين وصاحب الحق إذا اختار عبدا من عبيده لطلب

<<  <   >  >>