للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرامطة مبتدئا، فكاتبوه يلتمسون منه المساحي «١» والطلق «٢» وعدّة حوائج، فأنفذ جميع ذلك إليهم.

وأحضر ابن الفرات «٣» معه خطّه، أي خطّ عليّ بن عيسى، في نسخة أنشأها ابن ثوابة، إلى القرامطة، جوابا على كتابهم إليه، وقد أصلح عليّ ابن عيسى فيها بخطّه، ولم يقل إنّكم خارجون عن ملّة الإسلام بعصيناكم أمير المؤمنين، ومخالفتكم إجماع المسلمين، وشقّكم العصا، ولكنّكم خارجون عن جملة أهل الرشاد والسداد، وداخلون في جملة أهل العناد والفساد.

فهجّن ابن الفرات عليّا بذلك، وقال: ويحك، تقول: القرامطة مسلمون، والإجماع قد وقع على أنهم أهل ردّة لا يصلّون، ولا يصومون، وتوجّه إليهم الطلق، وهو الذي إذا طلي به البدن أو غيره لم تعمل فيه النار.

قال: أردت بهذا المصلحة، واستعادتهم إلى الطاعة بالرفق، وبغير حرب.

فقال ابن الفرات، لأبي عمر القاضي «٤» : ما عندك في هذا يا أبا عمر؟

اكتب به.

فأفحم، وجعل مكان ذلك، أن أقبل على عليّ بن عيسى، فقال له:

يا هذا لقد أقررت بما لو أقرّ به إمام لما وسع الناس طاعته.

قال: فرأيت عليّ بن عيسى، وقد حدّق إليه تحديقا شديدا، لعلمه