للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: من أين؟

فقلت: أمّا البيت الثاني، فمن قول أبي نؤاس «١» :

عتّقت حتى لو اتّصلت ... بلسان صادق «٢» وفم

لاحتبت في القوم ماثلة ... ثم قصّت قصّة الأمم

ووصفها بالعتق والقدم، كثير في القوم، وأبلغ من هذا البيت، ولكنّ التشبيه في البيت الثالث، هو الحسن، وقد سرقه ممّا أنشدناه أبو سهل بن زياد القطان «٣» ، قال أنشدنا يعقوب بن السكيت «٤» ، ولم يسمّ قائلا:

أقري الهموم إذا ضافت معتّقة ... حمراء يحدث فيها الماء تفويفا

تكسو أصابع ساقيها إذا مزجت ... من الشعاع الذي فيها تطاريفا

وقد كشف- أطال الله بقاء مولاي- هذا المعنى من قال:

كأنّ المدير لها باليمين ... إذا قام للسقي أو باليسار

تدرّع ثوبا من الياسمين ... له فرد كمّ من الجلّنار