للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبي الحسين الصوفيّ المنجّم»

، وأبي القاسم عبد العزيز بن يوسف «٢» ، صاحب ديوان الرسائل، فإنّه كان يجلس ليوقّع بين يديه.

ويستدعى له إذا نشط، نبيذ، فيجعل بين يديه، ويشرب منه، ومن قبل أن يشرب، يوقّع بمال، ثم يجيء المهنّون من أهل المجلس، مثل رؤساء دولته، ووجوه الكتّاب، والعمّال، وكبار أهل البلد من الأشراف وغيرهم، فيدخلون إليه، فيهنّونه، والشعراء، فيمدحونه.

فلما جلس ذلك اليوم، على هذه الصفة، قيل له: إنّ الناس قد اجتمعوا للخدمة، وفيهم أبو الحسن بن أمّ شيبان «٣» قد حضر.

فعجب من هذا، ثم قال: أبو الحسن رجل فاضل، وليس هذا من أيّامه، وما حضر إلّا لفرط موالاته، وأنّه ظنّ أنّه يوم لا شرب فيه، وإن حجبناه غضضنا منه، وإن أوصلناه فلعلّه لا يحب ذلك لأجل الغناء والنبيذ، ولكن اخرج إليه يا فلان- لبعض من كان قائما من الندماء- واشرح له صفة المجلس، وما قلته في أمره، وأدّ الرسالة إليه ظاهرا، ليسمعها الناس، فإن أحبّ الدخول فأدخله قبلهم، وإن أراد الانصراف، فلينصرف، والناس يسمعون، وقد علموا منزلته منّا.

فخرج الحاجب، وأبلغ ذلك.

فدعا، وشكر، وآثر الانصراف، فانصرف، وهم جلوس يسمعون.