للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٤٨ المفجع الشاعر يعاتب القاضي أبا القاسم التنوخي]

ومدح المفجّع «١» ، أبا القاسم التنوخي «٢» ، فرأى منه جفاء، فكتب إليه:

لو أعرض الناس كلّهم وأبوا ... لم ينقصوا رزقي الذي قسما

كان وداد فزال وانصرما ... وكان عهد فبان وانهدما

وقد صحبنا في عصرنا أمما ... وقد فقدنا من قبلهم أمما

فما هلكنا هزلا ولا ساخت الأرض ... ولم تقطر السماء دما

في الله من كلّ هالك خلف ... لا يرهب الدهر من به اعتصما

حرّ ظننّا به الجميل فما ... حقّق ظنّا ولا رعى الذمما

فكان ماذا؟ ما كلّ معتمد ... عليه يرعى الوفاء والكرما

غلطت والناس يغلطون وهل ... تعرف خلقا من غلطة سلما

من ذا الذي أعطي السداد فلم ... يعرف بذنب ولم يزل قدما

شلّت يدي لم جلست عن ثقة ... أكتب شجوي وأمتطي القلما

يا ليتني قبلها خرست فلم ... أعمل لسانا ولا فتحت فما

يا زلّة ما أقلت عثرتها ... أبقت على القلب والحشى ألما

من راعه بالهوان صاحبه ... فعاد فيه فنفسه ظلما

معجم الأدباء ٦/٣١٩