للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٥٧ عضد الدولة وإيمانه بالمنامات]

حدّث القاضي أبو علي المحسّن بن علي التنوخي، قال: حدّثني عضد الدولة أبو شجاع فناخسرو «١» ببغداد، وذلك في سنة ٣٧٠ قال:

حدّثتني أمّي رحمها الله: أنّها ولدت للأمير ركن الدولة «٢» ، ولدا قبلي، كنّاه أبا دلف، وعاش قليلا ومضى لسبيله.

قالت: فحزنت عليه حزنا شديدا، أسفا على فقده، وإشفاقا من أن ينقطع ما بيني وبين الأمير بعده.

فسلّاني مولاي، وسكّنني، وأقبل عليّ، وقرّبني، ومضت الأيّام، وتطاول العهد، وسلوت.

ثم حملت بك، بأصبهان، فخفت أن أجيء ببنت، فلا أرى مولاي، ولا يراني، لما أعرف من كراهيته للبنات، وضيق صدره بهنّ، وطول إعراضه عنهنّ، ولم أزل على جملة القلق والجزع، إلى أن دخلت في شهري، وقرب ما أترقّبه من أمري، وأقبلت على البكاء والدعاء، ومداومة الصلاة والأدعية إلى الله، في أن يجعله ولدا، ذكرا، سويّا، محظوظا.

ثم حضرت أيّامي، واتّفق أن غلبني النوم، فنمت في مخادعي، ورأيت في منامي، رجلا شيخا، نظيف البزّة، ربعة، كثّ اللحية، أعين «٣» ، عريض الأكتاف، وقد دخل عليّ، وعندي أنّه مولاي ركن الدولة،