للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قالت: أحضروني أبا العلاء بن أبرونا، فاحضروه، وحمل في سبنيّة «١» بين أربع فرّاشين، فطرح بين يديها.

فجعلت تسأله عن شيء شيء، وهو يخبرها بمكانه، حتى كان في جملة ذلك ثلاثون ألف دينار.

فقال له من حضر: ويلك، ألست من الآدميين، تقتل هذا القتل «٢» ، ويفضي حالك إلى التلف، وأنت لا تعترف.

فقال: يا سبحان الله، أكون ابن أبرونا الطبيب الفصّاد على الطريق، بدانق ونصف دانق، يأخذني الوزير أبو محمد، ويصطنعني، ويجعلني كاتب سرّه، وأعرف بخدمته، وأطلع الناس على ذخيرة ذخرها لولده؟ والله ما كنت لأفعل هذا ولو هلكت.

فاستحسن فعله، وكان ذلك سببا لإطلاقه، وتقدّم بذلك عند أبي الفضل، وأبي الفرج، وابن بقيّة.

وتوفي سنة ٣٦٩ في أيّام عضد الدولة.

تجارب الأمم ٢/١٩٧