للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٧٨ من مكارم أخلاق حامد بن العباس عامل واسط]

قال المحسّن، وحدّثني أبو عبد الله الصيرفيّ، قال: حدّثني أبو عبد الله القنوتي قال:

ركب حامد، وهو عامل واسط «١» ، إلى بستان له، فرأى بطريقه دارا محترقة، وشيخا يبكي ويولول، وحوله صبيان ونساء على مثل حاله.

فسأل عنه، فقيل: هذا رجل تاجر، احترقت داره وافتقر.

فوجم ساعة، ثم قال: أين فلان الوكيل؟ فجاء.

فقال: أريد أن أندبك لأمر، إن عملته كما أريد، فعلت بك وصنعت- وذكر جميلا- وإن تجاوزت فيه رسمي، فعلت بك وصنعت- وذكر قبيحا-.

فقال: مر بأمرك.

فقال: ترى هذا الشيخ، قد آلمني قلبي له، وقد تنغّصت عليّ نزهتي بسببه، وما تسمح نفسي بالتوجّه إلى بستاني، إلّا بعد أن تضمن لي أنّني إذا عدت العشيّة من النزهة، وجدت الشيخ في داره وهي كما كانت، مبنيّة، مجصّصة، نظيفة، وفيها صنوف المتاع، والفرش، والصفر «٢» ، كما كانت، وتبتاع له ولعياله، كسوة الشتاء، والصيف، مثل ما كان لهم.