للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان قد ترك التصرّف «١» قبل ذلك بسنين، ولزم بيته، وحالفه النقرس «٢» ، فأزمنه «٣» ، حتى صار لا يتمكّن من التصرّف إلّا محمولا على الأيدي، أو في محفّة «٤» ، وكان مع ذلك، على غاية الظرف، وكبر النفس، وعظم النعمة، وأن أتطايب عليه ليدعوني، فآخذ منه ما أنفقه مدّة؛ فكتبت إليه:

ماذا ترى في جدي «٥» ... وبرمة «٦» وبوارد «٧»

وقهوة «٨» ذات لون ... يحكي خدود الخرائد

ومسمع «٩» ليس يخطي ... من نسل يحيى بن خالد «١٠»

إنّ المضيع لهذا ... نزر المروءة بارد

فما شعرت إلا بمحفّة محبرة يحملها غلمانه إلى داري، وأنا جالس على بابي.

فقلت له: لم جئت؟ ومن دعاك؟.

قال: أنت.

قلت: إنّما قلت لك: ماذا ترى في هذا؟ وعنيت في بيتك، وما قلت