للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تم جمع البلد «١» لأبي السائب، وهو بالبصرة مع المطيع، فكتب بذلك إلى الحضرة «٢» واستخلفه على بغداد بأسرها.

فتجمّل القضاء بموضعه، وأجرى الأمور مجاريها، وأصدرها مصادرها، وواصل الجلوس، ولم يحتجب عن الخصوم، وأجهد نفسه في الصبر على كبار الأمور، غير برم، ولا ضجر، فظهر منه خشونة «٣» ، فانحسم عنه الطمع، واعتقد أهل الأقدار مودّته، وبثّوا في الناس شكره وذكره.

ثم أصعد القاضي أبو السائب إلى الحضرة، ونظر في الأمور بنفسه، وعاد أبو بشر إلى كتابته.

قال طلحة: نظرت في التاريخ، فإذا القاضي أبو بشر عمر بن أكثم ابن أحمد بن حبان قد جلس في الشرقيّة، في الموضع الذي جلس فيه، حبان بن بشر، جدّ أبيه، بعد مائة سنة.

قلت: لم يزل عمر بن أكثم على كتابة أبي السائب، إلى أن مات أبو السائب، وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة خمسين وثلاثمائة، فأقرّ عمر بن أكثم على خلافته، إلى أن قلّد قضاء القضاة أبو العباس بن أبي الشوارب «٤» في شعبان من هذه السنة «٥» ، ثم عزل في سنة اثنتين وخمسين «٦» ، وقلّد أبو بشر، قضاء القضاة، في رجب من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة «٧» ، فلم