للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأراد خالد أن يقطعه، فرفع عمرو أخوه إلى خالد رقعة فيها:

أخالد قد والله أوطئت عشوة ... وما العاشق المظلوم فينا بسارق

أقرّ بما لم يقترفه لأنّه ... رأى القطع خيرا من فضيحة عاشق

ولولا الذي قد خفت من قطع كفّه ... لألفيت في أمر لهم غير ناطق

إذا مدّت الغايات في السبق للعلى ... فأنت ابن عبد الله أوّل سابق

وأرسل خالد، مولى له، يسأل عن الخبر، ويتجسّس عن جلية الأمر، فأتاه بتصحيح ما قال عمرو في شعره.

فأحضر الجارية، وأمر بتزويجها من الفتى، فامتنع أبوها، وقال: ليس هو بكفؤ لها.

قال: بلى، والله، إنّه لكفؤ لها، إذ بذل يده عنها، ولئن لم تزوّجها، لأزوّجنه إيّاها وأنت كاره.

فزوّجه، وساق خالد المهر عنه من ماله.

فكان يسمى العاشق، إلى أن مات «١» .

مصارع العشاق ٢/١٩٧