للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

درهم، وعشرة تخوت «١» من الثياب، وعشرة بغال تحمل عليها رحلك «٢» إلى حضرته بسر من رأى.

فشكره على ذلك، وقبله.

فلما أراد توديعه، قال له: أيها الشيخ، أما تزوّدنا حديثا نذكرك به؟

قال: أحدّثك بما سمعت أو بما شاهدت؟

قال: بل بما شاهدت.

فقال: بينا أنا في مسيري هذا بين المسجدين «٣» ، إذ بصرت بحبالة «٤» منصوبة فيها ظبي ميت، وبإزائه رجل على نعشه ميت، ورأيت امرأة حرّى، تسعى، وهي تقول:

يا خشن لو بطل، لكنّه أجل ... على الأثاية ما أودى بك البطل

يا خشن قلقل أحشائي وأزعجها ... وذاك يا خشن عندي كلّه جلل

أمست فتاة بني نهد علانية ... وبعلها في أكفّ القوم يبتذل

قد كنت راغبة فيه أظنّ به ... فحال من دون ضنّ الرغبة الأجل

قال: فلمّا خرج من حضرته، قال لنا محمد بن عبد الله بن طاهر، أيّ شيء أفدنا من الشيخ؟.

قلنا له: الأمير أعلم.

فقال: قوله: أمست فتاة بني نهد علانية، أي ظاهرة، وهذا حرف لم أسمعه في كلام العرب قبل هذا.

تاريخ بغداد ٨/٤٦٩ مصارع العشاق ٢/٥٦