للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفاكهة الكثيرة، وأحضر المطرب، وشرب بقيّة يومه، وعامّة ليلته، ثم عمل شعرا، أنشده ندماءه، وغنّي به في الحال، وهو:

دعوت المنى ودعوت العلى ... فلمّا أجابا دعوت القدح

وقلت لأيام شرخ الشباب ... إليّ فهذا أوان الفرح

إذا بلغ المرء آماله ... فليس له بعدها مقترح

قال: وكان هذا بعد تدبيره على الصاحب أبي القاسم بن عبّاد «١» ، حتى أبعده عن كتبة «٢» صاحبه الأمير مؤيد الدولة «٣» ، وسيّره عن حضرته بالريّ «٤» ، إلى أصبهان «٥» ، وانفرد هو بتدبير الأمور لمؤيّد الدولة، كما كان لركن الدولة «٦» .

فلمّا غنّي الشعر استطابه، وشرب عليه، إلى أن سكر، ثم قال لغلمانه: غطّوا المجلس، ولا تسقطوا منه شيئا، لأصطبح «٧» في غد عليه، وقال لندمائه: باكروني، ولا تتأخّروا، فقد اشتهيت الصبوح، وقام إلى بيت منامه، وانصرف الندماء.