للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به رسما له قديما خفيفا، ويسأل ردّه إلى ما كان عليه أولا.

فردّ يقول: قد سمتني أن أبطل رسما، قرره أبو جعفر الطائي- رحمه الله- مع محلّه من العدل، والثقة، والبصيرة بأسباب العمارة، وقد درّت على يده الأموال، وصلحت الأحوال، وأحمده الجمهور، واستقامت عليه الأمور، وهذا سوم إعنات، وكتب بحمله على ما رسمه أبو جعفر.

ثم رأيت، مرة ثانية، متظلّما آخر، من رسم ثقيل خفّفه الطائي، لعلمه بأن الضيعة لا تحتمل غيره، وقد اعترض عليه فيه، ويسأل إجراءه على رسم الطائي.

فردّ يقول له: يا بارك الله عليك، ليس الطائي أبا بكر الصدّيق، أو عمر بن الخطاب، أو علي بن أبي طالب، الذين نقتفي آثارهم، ونمضي أفعالهم، وإنما الطائي، ضامن عمل، رأى ما رآه حظّا لنفسه، وما يلزم السلطان تقريره، وأنت معنت في تظلّمك، وكتب بأن يجري على الرسم القديم الثقيل.

وخاطب كلّا من الرجلين، بلسان غير اللسان الآخر، شحّا على الأموال وحفظا لها.

الوزراء للصابي ١٢٤