للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكتب لهم مروان، كتابا إلى عامله، يأمره أن يحضر قيسا، ويتقدّم إليه في ترك زيارة ليلى، فإن أصابه أهلها عندهم، فقد أهدروا دمه.

فلما ورد الكتاب على عامله، بعث إلى قيس وأبيه، وأهل بيته، فجمعهم، وقرأ عليهم كتاب مروان، وقال لقيس: اتّق الله في نفسك، لا يذهب دمك هدرا، فانصرف قيس، وهو يقول:

ألا حجبت ليلى وآلى أميرها ... عليّ يمينا جاهدا لا أزورها

وأوعدني فيها رجال أبوهم ... أبي وأبوها خشّنت لي صدورها

على غير شيء غير أنّي أحبّها ... وأنّ فؤادي عند ليلى أسيرها

فلما أيس منها، وعلم أن لا سبيل إليها، صار شبيها بالتائه العقل، وأحبّ الخلوة وحديث النفس، وتزايد الأمر به، حتى ذهب عقله، ولعب بالحصا والتراب، ولم يكن يعرف شيئا إلّا ذكرها، وقول الشعر فيها.

وبلغها ما صار إليه قيس، فجزعت أيضا لفراقه، وضنيت ضنى شديدا «١» .

ذم الهوى ٣٨٨