للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال لي: أتروي لقيس بن ذريح «١» شيئا؟ فإنّ المجنون مستهتر بشعره.

قلت: أنا أحفظ الناس لشعر قيس.

قال: فصر إلى موضع كذا وكذا، فاطلبه في تلك الفيافي، فإنّك تجده، واعلم انّه إذا رآك، سوف ينفر منك، ويهوي إليك بحجر، فلا يهولنّك، واقعد كأنّك لا تريده، فإذا رأيته قد سكن، فاذكر له ليلى، فإنه سيرجع إلى عقله، ويراجع صحته، ويحدّثك عن حاله، ثم أنشده من شعر قيس شيئا، فإنّه مشغوف به.

قال صباح: ففعلت الذي أوصاني به الفتى، ولم أزل أطلبه، حتى انتصف النهار، فإذا أنا برجل عريان، قد سقط شعر رأسه على حاجبيه، وإذا هو قد حظّر حظيرة من تراب، وهو قاعد في وسطها، وإلى جانبه أحجار، وهو يخطّط باصبعه في الأرض.

فلما رآني أهوى إلى حجر، ووثب ليقوم، فقعدت ناحية أرمي ببصري إلى غيره، ولا أحفل به، ثم انّه رجع إلى عبثه وتخطيطه.

قلت له: أتعرف ليلى؟