للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمّد بن يحيى بن شيرزاد «١» ثم صيّره أبو جعفر الصيمريّ «٢» بستانا، والجميع الآن داخل في جملة قصر معزّ الدولة.

أوّل ما بدأ بأن بنى السور المحيط بالقصر والميدان، والمسنّاة العظيمة التي من حدّ رقّة «٣» الشّماسية إلى بعض الميدان، وطول ما بناه منها ألف وخمسمائة ذراع، وعرضها نيّف وسبعون آجرّة كبارا، سوى الدّستاهيجات «٤» التي تخرج منها إلى داخلها لضبطها.

وكان العمل في ذلك متصلا، والصنّاع فيه متفرّقين.

وهذا بعد أن كان عمل على بناء مدينة لنفسه، وخرج إلى كلواذى «٥» ليتّخذها هناك، ثم أراد اتخاذها حيال كلواذى، ثم رحل إلى قطربّل «٦» ، فأراد أن يبنيها عندها، ثم تقرّر رأيه على بناء دار بباب الشمّاسية، حصينة، يستغني بها عن المدينة، وتخفّ عليه نفقتها.

وقدّر لذلك ألوف ألوف دراهم، وزادت النفقة على التقدير أضعافا.

وكان يطالب وزيره أبا محمّد المهلّبي بتوجيه وجوه الأموال لذلك،