للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: على شريطة أن ينشدني كاتبك هذا من شعره، وأومأ إليّ.

فقال: ذلك لك، وتغدّينا، فقال: الشرط.

فأمرني أن أنشده، فحصرت «١» ، وقلت: ما أجسر على ذلك، ولا ذاك قدري.

فقال: إن أنشدتني وإلّا قمت، فجدّ بي فأنشدته:

ربّ وعد «٢» منك لا أنساه لي ... أوجب الشكر وإن لم تفعل

أقطع العمر بظنّ حسن ... وأجلّي غمرة ما تنجلي

وأرى الأيام لا تدني الذي ... أرتجي منك وتدني أجلي

كلّما أمّلت يوما صالحا ... عرض المكروه لي في أملي

قال: فبكى أبو العتاهية، أشدّ بكاء، ثم قال: إن لم تزدني قمت.

فقال لي: زده فانشدته:

بنفسي من يناجيه ... ضميري بأمانيه

ومن يعرض عن ذكري ... كأنّي لست أعنيه

لقد أسرفت في الذلّ ... كما أسرفت في التيه

أما تعرف لي إحسان ... يوم فتجازيه؟

قال: فزاد والله بكاؤه.

تاريخ بغداد للخطيب ٢/٨٦