للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١١٣ إخوانيات]

حدّثني علي بن المحسّن التنوخي، قال:

قرأت في كتاب من أبي الحسين أحمد بن محمد بن جعلان «١» ، إلى أبي «٢» جوابا في المكاتبات القديمة:

وقرأت الأبيات التي تجري مجرى الدرّ المنظوم، والماء المسجوم، وكنت في الحال كما قال الشاعر:

يكلّ لساني عن مديحك بالشعر ... وأعجز أن أجزي صنيعك بالشكر

فإن قلت شعرا كنت فيه مقصّرا ... وإن رمت شكرا تهت فيه فما أدري

على أنّ ما تولي وتسدي وتبتدي ... كقدرك، والنقصان منّي على قدري

وقد تكلّفت ما ليس من عملي، وكنت كجالب التمر إلى هجر «٣» ، والمتفاصح على أهل الوبر «٤» ، وقلت:

يا كاتبا أهدى إليّ كتابه ... طرفا يحار الطرف في أثنائها

كالدر أشرق في سموط عقوده ... والزهرة الزهراء غب سمائها

فأفادني جذلا وبالي كاسف ... وأجار نفسي من جوى برحائها

وحسبت أيّام الشباب رجعن لي ... فلبست حلي جمالها وبهائها

لا يعدم الإخوان منك محاسنا ... كلّ المحاسن قطرة من مائها

تاريخ بغداد للخطيب ٤/٤١١