للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنا لا أدخل في حرام، واصبر حتى يجيء من يزوّجني بك.

وجاءت المغرب، وصار الوقت بين الصلاتين، وإذا بالباب يدقّ.

فقالت: ويه، ويه.

فقلت لها: ما الخبر؟

فقالت: قد جاء أخي وغلامه، وإن رآك لم آمن عليك، قم إلى ذلك البيت فاختبئ فيه، حتى إذا ناموا جئتك.

فأدخلتني بيتا، فلما حصلت فيه، زرفنت بابه «١» ، فأيقنت أنّي مقتول، وأنّ ذلك لغرض كان في ثيابي ومالي، فتبت إلى الله من الحرام، وعاهدته إن خلّصني، أن لا أدخل في شيء من ذلك.

قال: وأقبلت أسمع ما يجري من خلف الباب، فإذا بالداخل غلام أسود، لم أر قط أهول منه خلقة، ولا أعظم، وهو يقبّل المرأة، وهي تترشّفه ترشّف عاشقة له، وجلسا يتحدّثان، وجاءوه بما أكله، وشربه، ثم جامعها دفعات.

وقال لها في خلال ذلك: أيش حصل اليوم؟

فقالت: ما وقع اليوم غير رجل مخذول، لم يكن في كمّه شيء، قال:

وأخرجت ثيابي، فسلّمتها إليه، فشتمها وضربها.

وقال: هذا أيش، نحن أردنا صاحب كيس كبير.

فقالت: كما اتفق، ولم تزل تقبّل رجله، وتبكي، وتعتذر إليه، إلى أن رضي عنها.

وأيقنت أنا بالهلاك، وأقبلت على الدعاء.

وما زالا يشربان، وهو يجامعها في خلال ذلك، إلى أن عددت أنّه قد